أطلقت Micro1، وهي شركة ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجال التوظيف، أداة للمقابلات التقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات في تصفية المرشحين لوظائف مهندسي البرمجيات بكفاءة وعلى نطاق واسع. تولد هذه الأداة المبتكرة أسئلة مخصصة بناءً على المهارات التي يبلغ عنها المرشحون، وتقوم بإجراء مقابلات تقنية صوتية وتقييمات برمجية، وتنتج تقارير تقييم شاملة.
في مقابلة حصرية، تحدث علي أنصاري، مؤسس ورئيس تنفيذي Micro1، عن كيفية تلبية هذا المنتج لتحدٍ مهم في توظيف التكنولوجيا. وقال: "عند نشر وظيفة، وخاصة على مستوى عالمي، تتلقى عددًا كبيرًا من الطلبات. وعادةً ما يختار أصحاب العمل عينة عشوائية للمقابلات، مما يجعل عملية اتخاذ القرار عشوائية."
تحاول أداة المقابلات بالذكاء الاصطناعي من Micro1 معالجة هذه المشكلة من خلال تمكين الشركات من تقييم شريحة أكبر من المتقدمين بشكل متسق. يقدم المرشحون أهم مهاراتهم ومستوى خبرتهم، مثل "متقدم" في React. ثم يقوم النظام بإنشاء أسئلة مخصصة ديناميكيًا لتقييم المعرفة النظرية والعملية.
وأوضح أنصاري: "نقوم بإنشاء أسئلة بناءً على المهارات المدخلة. على سبيل المثال، إذا أدرج المرشح React وNode.js، سنطرح عليهم أسئلة برمجية نظرية تتعلق بتلك التقنيات." وأكد أن هناك قاعدة بيانات ثابتة للأسئلة؛ بل يتم توليد الأسئلة في الوقت الفعلي باستخدام نموذج لغوي، مما يضمن ظهور مجموعة جديدة من الأسئلة العشوائية مع كل مقابلة.
بعد المقابلة، يتلقى المرشحون تقرير تقييم مولد تلقائيًا يقيم أدائهم في كل مجال مهارة. يساعد هذا التقرير المجندين في تحديد أفضل المتقدمين لإجراء مقابلات بشرية لاحقة. وتبلغ Micro1 عن زيادة ملحوظة في معدل القبول للمقابلات اللاحقة، حيث ارتفع إلى حوالي 50% مقارنة بـ 10-15% المعتادة.
معالجة التحيز في الذكاء الاصطناعي وتعزيز تجربة المرشح
Micro1 تدرك المخاوف المتعلقة بتحيز الذكاء الاصطناعي في الصناعة. ومع إدراكها أن بعض التحيز لا مفر منه، أوضح أنصاري التدابير المتخذة لتقليل عدم الانصاف. يتم تحسين أسئلة المقابلة بناءً على تعليقات البشرية، والأهم من ذلك، "لا يحدد المحاور الذكي ما إذا كان المرشح قد نجح أو فشل." بل يُشجع المجندون على النظر في التقييم المدعوم بالذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع عوامل أخرى مثل السير الذاتية.
كانت التعليقات المبكرة من المرشحين إيجابية بشكل عام، حيث قدر أنصاري أن 80-90% قد عبروا عن آراء إيجابية جدًا. وقال: "الكثير من الردود تسلط الضوء على أن المرشحين وجدوا العملية ممتعة، وشعروا أقل توترًا، وتمكنوا من التعبير عن أفكارهم بوضوح أكبر." تهدف الشركة إلى تحسين تجربة الذكاء الاصطناعي لتكون "على قدم المساواة، أو حتى أفضل من" المقابلات البشرية التقليدية مع مرور الوقت.
تمييز في سوق التوظيف باستخدام الذكاء الاصطناعي
تظهر Micro1 في سوق ناشئة مليئة بشركات ناشئة تطور أدوات توظيف بالذكاء الاصطناعي، حيث تقدم شركات متنافسة مثل Filtered وKarat أيضًا تقييمات تقنية آلية. ومع ذلك، تميز Micro1 نفسها من خلال عملية المقابلة الديناميكية وهدفها "توفير فرصة أفضل للمرشحين المؤهلين لإظهار مهاراتهم"، حسبما وصف أنصاري.
مع وجود حوالي 400,000 فرصة عمل في مجال الحوسبة في الولايات المتحدة، فإن الأدوات التي تسهل عملية التوظيف مطلوبة بشدة. وقد حصلت Micro1 بالفعل على عدد من العملاء الأوائل، معظمهم من الشركات التقنية المتوسطة التي تشعر بضغط نقص المواهب بشدة. أنصاري متفائل بشأن توسيع استخدام الأداة لتشمل أدوارًا إضافية ومنظمات أكبر على المدى الطويل.
يتزامن إطلاق منتج Micro1 مع النقاشات المستمرة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عالية المخاطر مثل التوظيف. ينتقد المعارضون الأنظمة الحالية للذكاء الاصطناعي باعتبارها غير موثوقة ومنحازة جدًا لتقديم تقييمات عادلة للأفراد. بالمقابل، يؤكد المؤيدون أنه عند تطبيقها بذكاء، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تقليل التحيز البشري وخلق المزيد من الفرص على نطاق واسع.
إن أنصاري وفريق Micro1 مقتنعون بأن التطبيق المسؤول الذي يركز على تعزيز - وليس استبدال - اتخاذ القرار البشري يمكن أن يؤدي إلى عمليات توظيف أكثر كفاءة وإنصافًا. "هدفنا هو التأكد من أن التحيز في هذه الأنظمة الذكية أقل من ذلك الذي يحدث في البشر في هذا السياق"، صرح أنصاري. سيظهر الوقت فقط ما إذا كانت Micro1 قادرة على تحقيق تلك الرؤية الطموحة.