التحقيق الفيدرالي الأمريكي لمكافحة الاحتكار في مايكروسوفت، أوبنAI، وإنفيديا
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، توصل المسؤولون الفيدراليون في الولايات المتحدة إلى اتفاق لبدء تحقيق في مكافحة الاحتكار ضد الشركات الرائدة مايكروسوفت، وأوبنAI، وإنفيديا في قطاع الذكاء الاصطناعي. يمثل هذا الإجراء تصعيدًا كبيرًا في إشراف الحكومة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تشير المصادر إلى أن وزارة العدل الأمريكية (DOJ) ولجنة التجارة الفيدرالية (FTC) أنهت هذا الاتفاق خلال الأسبوع الماضي، مع توقع إعلان رسمي في الأيام المقبلة. بموجب الاتفاق، ستقود وزارة العدل التحقيق ضد إنفيديا، أكبر مصنع لشريحة الذكاء الاصطناعي في العالم، لتحديد ما إذا كانت قد انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار. وفي الوقت نفسه، ستركز لجنة التجارة الفيدرالية على أوبنAI، الرائد في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وشريكها الوثيق مايكروسوفت، التي استثمرت 13 مليار دولار في أوبنAI.
يبرز هذا الاتفاق المخاوف المتزايدة داخل الحكومة الأمريكية بشأن مشهد الذكاء الاصطناعي. باعتبارها تقنية ناشئة، يحمل الذكاء الاصطناعي إمكانية إحداث تغييرات كبيرة في التوظيف، والوصول إلى المعلومات، وخيارات الحياة. تهدف إدارة بايدن إلى تقييد سلطات شركات التكنولوجيا الكبرى، مع وضع وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية في صدارة هذا الجهد التنظيمي.
في السنوات الأخيرة، حققت إنفيديا، مايكروسوفت، وأوبنAI تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي دون أن تخضع لرقابة شديدة من إدارة بايدن. ومع ذلك، أثار انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية انتباهًا متجددًا حول السلوكيات الاحتكارية المحتملة لهذه الشركات.
يسعى المنظمون إلى فرض إشراف خلال المراحل الأولى من تطوير الذكاء الاصطناعي. في يوليو، بدأت لجنة التجارة الفيدرالية تحقيقًا لدراسة تأثير أوبنAI على حقوق المستهلكين المتعلقة بجمع البيانات. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت اللجنة استقصاءً أوسع في يناير حول التعاون بين عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على استثمار مايكروسوفت في أوبنAI.
رغم هذه الإجراءات، تتخلف الولايات المتحدة عن أوروبا في مجال تنظيم الذكاء الاصطناعي. فقد أقر المسؤولون الأوروبيون العام الماضي قواعد تنظيمية جديدة لهذه التقنية النامية بسرعة، بينما تأخر التقدم التشريعي في واشنطن. رغم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ دعوا إلى زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز ريادة الولايات المتحدة، لم يتم اقتراح أي تنظيمات جديدة محددة.
قالت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان إن الوكالة تهدف إلى التدخل في المراحل المبكرة من هذه القضايا لتحديد ومعالجة المخاطر المحتملة بسرعة. وهذا يعكس الجدّية التي تتعامل بها المنظمات التنظيمية الأمريكية مع تطوير الذكاء الاصطناعي وموقفها الاستباقي.
حتى الآن، رفض المتحدثون باسم لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل التعليق على التحقيق، ولا تزال إنفيديا ومايكروسوفت وأوبنAI دون رد على طلبات التصريحات. ومع ذلك، مع تطور التحقيق، قد تواجه هذه الشركات تدقيقًا متزايدًا وتحديات تنظيمية.
كمدافعين عن انفجار الذكاء الاصطناعي، تخضع إنفيديا، وأوبنAI، ومايكروسوفت لمراقبة متزايدة. تحتل إنفيديا دورًا حيويًا في سوق وحدات معالجة الرسوم (GPU)، بينما تعمل أوبنAI ومايكروسوفت على دفع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال شراكتهما الوثيقة. مع الضغط التنظيمي المتزايد، ستحتاج هذه الشركات إلى إدارة مواقعها السوقية ونماذج أعمالها بحذر أكبر.