أعلنت آبل عن آخر تطوراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سلطت الضوء على نماذج لغوية جديدة تهدف إلى تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي عبر أجهزتها، مع التأكيد على خصوصية المستخدم والتنمية المسؤولة.
في ورقة بحثية صدرت اليوم، قدمت آبل نموذجين أساسيين للغة: نموذج يحتوي على 3 مليار معلمة وهو مُحسّن للاستخدام على أجهزة مثل آيفون، ونموذج أكبر يعتمد على السيرفرات. تشكل هذه النماذج معًا أساس "Apple Intelligence"، وهو نظام ذكاء اصطناعي جديد تم الإعلان عنه في مؤتمر المطورين الذي عقدته الشركة في وقت سابق من هذا العام.
وقال الباحثون في الورقة: "يتألف Apple Intelligence من عدة نماذج توليدية قوية وسريعة وفعّالة، مصممة لتمكين المستخدمين في مهامهم اليومية مع قدرة على التكيف في الوقت الفعلي."
أبرز ميزات تطوير الذكاء الاصطناعي من آبل
تركز آبل بشكل رئيسي على إنشاء نماذج تعمل مباشرة على الأجهزة بدلاً من الاعتماد فقط على معالجة السحابة، مما يؤكد التزام الشركة بخصوصية المستخدم.
وأشار الباحثون في آبل إلى أنه "نحن نحمي خصوصية مستخدمينا من خلال معالجة قوية على الأجهزة وبنية تحتية متقدمة مثل Private Cloud Compute." وأكدوا أنهم "لا يستخدمون أي بيانات شخصية أو تفاعلات خاصة في تدريب نماذجهم الأساسية."
النموذج الذي يعمل على الأجهزة، المسمى AFM-on-device، يحتوي على حوالي 3 مليار معلمة - وهو أصغر بكثير من النماذج الرائدة من المنافسين مثل OpenAI وMeta، التي قد تحتوي على مئات المليارات من المعلمات. ومع ذلك، تؤكد آبل أنها حسنت هذا النموذج ليكون فعالًا وسريع الاستجابة على الأجهزة المحمولة.
بالنسبة للمهام الأكثر تطلبًا، طورت آبل نموذجًا أكبر يعتمد على السيرفرات يُعرف باسم AFM-server. رغم أن حجم النموذج لا يزال غير مُكشف عنه، إلا أنه مصمم للعمل ضمن بنية آبل السحابية، مستفيدًا من نظام Private Cloud Compute لحماية بيانات المستخدمين.
نهج أخلاقي في تطوير الذكاء الاصطناعي
أوضحت آبل أن "مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول" كانت توجه عملية التطوير بالكامل، مع تركيز الجهود على تقليل التحيز، وحماية الخصوصية، والتقليل من الممكن أن تسببه أنظمة الذكاء الاصطناعي من أضرار أو إساءة استخدام.
وأوضح الباحثون: "نقوم بتنفيذ تدابير أمنية في كل مرحلة – من التصميم وتدريب النموذج إلى تطوير المزايا وتقييم الجودة – للاعتراف بكيفية إمكانية إساءة استخدام أدواتنا الذكائية أو التسبب في ضرر."
تم تدريب النماذج على مجموعة بيانات متنوعة، بما في ذلك صفحات الويب، والمحتوى المرخص، ومخازن الأكواد، والبيانات المتخصصة في الرياضيات والعلوم. ومن المهم أن تؤكد آبل أنه لم يتم استخدام أي بيانات خاصة بالمستخدمين في عملية التدريب.
تشير تحليلات الصناعة إلى أن نهج آبل في موازنة القدرات على الأجهزة والسحابة مع إعطاء الأولوية للخصوصية قد يميز عروضها في الذكاء الاصطناعي في سوق تنافسية.
من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي القائم على الأجهزة، يمكن لآبل أن توفر أوقات استجابة أسرع ووظائف غير متصلة بالإنترنت، مما قد يمنحها ميزة تنافسية في قابلية الاستخدام العملية. ومع ذلك، قد تمنع قيود الأجهزة المحمولة هذه النماذج من منافسة قدرات الأنظمة السحابية الأكبر.
يمكن أن ي resonates التزام آبل بتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول وخصوصية المستخدم بشكل قوي مع المستهلكين والهيئات التنظيمية، خاصة مع تزايد الوعي بقضايا أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات. قد تساعد هذه الاستراتيجية آبل في بناء ثقة المستهلك وتقليل التدقيق التنظيمي الذي تواجهه شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.
من المتوقع أن تعزز النماذج الجديدة للذكاء الاصطناعي ميزات متنوعة في الإصدارات المستقبلية من iOS وiPadOS وmacOS، مع توقع طرحها في أكتوبر (الذي تم تأجيله مؤخرًا). تؤكد آبل أن هذه التكنولوجيا ستثري الوظائف بدءًا من توليد النصوص إلى إنشاء الصور والتفاعلات داخل التطبيقات.
بينما يتطور مشهد الذكاء الاصطناعي، يمثل نهج آبل المتميز استثمارًا كبيرًا في مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي. سيعتمد نجاح هذه المبادرة ليس فقط على القدرات التقنية لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بآبل، ولكن أيضًا على قدرة الشركة على دمج هذه التقنيات بسلاسة في نظامها البيئي، مما يقدم فوائد حقيقية للمستخدمين مع الحفاظ على التزامها بالخصوصية والتنمية الأخلاقية.