مؤخراً، حقق علماء في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، خطوات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI). في تجربة قامت بتقييم قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة التواصل البشري، تم الخلط بين نموذج GPT-4 من OpenAI وإنسان 54% من الوقت، مما يمثل المرة الأولى التي ينجح فيها ChatGPT في اجتياز اختبار تورينج.
اختبار تورينج، الذي وضعه رائد علوم الحاسوب آلان تورينج في عام 1950، يعد وسيلة تقويم كلاسيكية. يقوم على تحديد ما إذا كانت الآلة قادرة على التواصل بطريقة تتعذر تمييزها عن التواصل البشري، مما يعني أنها اجتازت الاختبار. وفقًا للمعايير، يُعتبر الذكاء الاصطناعي ناجحًا إذا تم الخلط بينه وبين الإنسان لأكثر من 30% من الوقت.
في هذه الدراسة، تفاعل 500 مشارك بشري في محادثات مدتها خمس دقائق مع أربعة نماذج لغوية مختلفة من الذكاء الاصطناعي. تميز نموذج GPT-4، حيث استطاع إقناع 54% من المشاركين بأنه إنسان، وهو أقل من متوسط البشر البالغ 67%، ولكنه يتجاوز الحد الأدنى المطلوب لاجتياز اختبار تورينج.
تسلط هذه الإنجازات الضوء على التقدم الكبير في قدرة الذكاء الاصطناعي على تكرار التواصل البشري، كما تثير مناقشات جديدة حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لخداع وتضليل الناس. مع تسارع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف بشأن استخدامها المحتمل لإرباك المجتمع، مما يبرز الحاجة للتعاون بين العلماء والأخلاقيين لوضع تنظيمات أكثر صرامة تضمن النمو المسؤول والمستدام للذكاء الاصطناعي.
نجاح نموذج GPT-4 في اجتياز اختبار تورينج يبعث الأمل مجددًا في مجال الذكاء الاصطناعي. في المستقبل، من المتوقع أن نرى المزيد من نظم الذكاء الاصطناعي التي تظهر قدرات مشابهة للبشر، مما يسهم في تقدم المجتمع وتطوره.