قامت الحكومة البريطانية بهدوء حل مجلس استشاري مستقل مخصص للإشراف على استخدام الذكاء الاصطناعي (AI). وقد تم الكشف عن هذا التغيير الكبير من خلال تقرير صادر عن "The Record from Recorded Future News"، حيث أظهر أن مركز أخلاقيات البيانات والابتكار (CDEI) كان غير نشط منذ أوائل سبتمبر دون إعلان رسمي للجمهور.
تم تأسيس الـ CDEI في عام 2018 خلال إدارة تيريزا ماي، بهدف تقديم المشورة بشأن القضايا الملحة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البيانات. وشملت مهمته مراجعة استخدام الحكومة للذكاء الاصطناعي، وتحليل التهديدات مثل الاحتيال في الرفاهية، ودراسة إدانات الجرائم الجنسية. وقد ضم المجلس مجموعة متميزة من الخبراء من مختلف القطاعات، بما في ذلك نيل لورانس، أستاذ التعلم الآلي في جامعة كامبريدج؛ وجاك كلارك، المؤسس المشارك لشركة أثروبيك؛ ومارتن هوسكن، رئيس التكنولوجيا السحابية في شركة VMware. كان هدف هؤلاء الأعضاء هو تفعيل سياسات البيانات والذكاء الاصطناعي التي تسهل الابتكار والحكم الأخلاقي.
في أعقاب حل الـ CDEI، أنشأت إدارة سوناك مجموعة العمل للذكاء الاصطناعي المتقدم. تضم هذه الهيئة الجديدة شخصيات بارزة مثل الحائز على جائزة تورينغ يوشوا بنجيو وبول كريستيانو، الرئيس السابق لفريق مواءمة نماذج اللغة في OpenAI. تم تشكيل مجموعة العمل في وقت سابق من هذا العام، ويتوقع أن تقدم رؤى حاسمة في أبحاث الذكاء الاصطناعي وسلامته، على الرغم من أن تركيزها يبدو أنه يميل نحو القضايا الأكثر إثارة للقلق—بالتحديد المخاطر الوجودية التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. على عكس الـ CDEI، الذي ركز على رؤى فورية وقابلة للتنفيذ، ارتبطت مجموعة العمل للذكاء الاصطناعي المتقدم بمناقشات حول المخاطر المحتملة لتقدم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التهديد النظري للذكاء الاصطناعي الواعي.
ظهرت توترات بين أهداف الـ CDEI ومجموعة العمل الجديدة. على سبيل المثال، تحدى لورانس بصراحة الإطار الذي تطرحه مجموعة العمل بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن استحضار مفاهيم الذكاء الاصطناعي الواعي قد يؤدي إلى مفاهيم خاطئة ويصرف الانتباه عن الاحتياجات التنظيمية العملية. وأوضح أن السؤال الحقيقي يجب أن يدور حول الحوكمة القابلة للتنفيذ بدلاً من السيناريوهات الافتراضية.
بينما تستعد الحكومة لقمة السلامة العالمية للذكاء الاصطناعي في نوفمبر، يثير هذا التغيير في الهيكل الاستشاري تساؤلات حول المستقبل المحتمل لحوكمة الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في المملكة المتحدة. تهدف القمة إلى توحيد المنظمات التكنولوجية وقادة الأكاديميات والدبلوماسيين في مناقشات حول الذكاء الاصطناعي المسؤول. وقد وضع رئيس الوزراء سوناك المملكة المتحدة كزعيم في تقنية الذكاء الاصطناعي، على الرغم من الانتكاسات الأخيرة، مثل المحاولة الفاشلة لجذب شركة تصميم الرقائق Arm للإدراج في بورصة لندن، حيث اختارت Arm في نهاية المطاف بورصة ناسداك في الولايات المتحدة.
وأفاد متحدث باسم الحكومة أن الـ CDEI تم تعيينه لفترة محددة، مستشهدًا بالتطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي كسبب للتحول إلى مجموعة أكثر تنوعًا من الخبراء. من المتوقع أن يتضمن هذا التطور مجموعة واسعة من الآراء، بما في ذلك رؤى من الأعضاء السابقين في الـ CDEI، بما يتماشى بشكل أفضل مع أولويات الحكومة في الذكاء الاصطناعي والابتكار.
تُعبر هذه التحولات الكبيرة في الهيئات الاستشارية عن التطورات السريعة في مشهد حوكمة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وتبرز الحوار المستمر حول المعايير الأخلاقية واحتياطات السلامة في تطوير الذكاء الاصطناعي.