واجهت مجلة "Frontiers in Cell and Developmental Biology" العلمية المفتوحة الوصول انتقادات واسعة هذا الأسبوع بعد نشرها لمقال ضم صورًا مربكة وصورًا غير دقيقة لخصى الثدييات وخلايا الحيوانات المنوية. أشار المراقبون إلى أن العديد من الرسوم البيانية تبدو وكأنها تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، متضمنة أوصافًا غير منطقية.
استجابةً لهذا الرفض على منصة X، اعترفت المجلة بالقلق، حيث قالت: "نشكر القراء على تدقيقهم. يسمح لنا ديناميكية العلم المفتوح بالعتماد على تعليقات المجتمع لمساعدتنا في تصحيح الأخطاء." ونتيجة لذلك، تمت إزالة المقال بعنوان "الوظائف الخلوية للخلايا الجذعية المولدة للحيوانات المنوية المتعلقة بمسار الإشارة JAK/STAT" من الموقع، مع إشعار سحب ينص على: "بعد النشر، تم إثارة القلق بشأن طبيعة الأشكال التي تم إنشاءها بواسطة الذكاء الاصطناعي. لا يتوافق المقال مع المعايير التحريرية والعلمية لمجلة Frontiers in Cell and Developmental Biology؛ لذا تم سحبه بموافقة رئيس التحرير التنفيذي."
على الرغم من سحب المقال، حصلت وسيلة إعلامية على المقال الأصلي وأعادت نشره، مسلطة الضوء على الأخطاء العديدة فيه - مثل الكلمات المكتوبة بشكل خاطئ والرسوم التوضيحية غير الدقيقة تشريحيًا، بما في ذلك تصوير "جرذ" بنمو مفرط في منطقة العانة.
سارع النقاد على منصة X للتساؤل عن كيفية مرور الورقة بمراجعة النظراء، حيث كان المؤلفون شينيو قوو ودينغجون هاو من قسم جراحة العمود الفقري في مستشفى هونغ هوي، إلى جانب ليانغ دونغ كموظفين مساعدين. تمت مراجعة الورقة من قبل بينسيلا ب. كريشنان من المعهد الوطني لتغذية الحيوان وعلم الفسيولوجيا في الهند، وجينغبو داي من ميديسين نورثويسترن في الولايات المتحدة.
تُثار تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي والنشر. بينما تُعتبر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل AlphaFold وGNoME قيمة في تقدم الأبحاث، فإن استخدامها في النشر قد يهدد نزاهة البحث العلمي، خاصةً إذا اعتمد الباحثون على الصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي لتسريع العملية أو التجاوز عن بعض الخطوات، أو بسبب الإهمال.
تسلط هذه الحالة الضوء على اتجاه مقلق في دور النشر الأكاديمي حيث يؤدي الضغط للنشر بشكل متكرر إلى إمكانية دخول أعمال قد تكون معيبة إلى المجال العام. قد تهدد عقلية "انشر أو تندثر" الثقة في البحث العلمي، خاصةً في مجالات حساسة مثل الطب والأحياء.
مع أكثر من 114,000 اقتباس، تواجه مجلة "Frontiers in Cell and Developmental Biology" الآن تدقيقًا بشأن صرامة عملية مراجعة أبحاثها. في ضوء آثار هذه الحادثة، تثير مخاوف أوسع حول موثوقية الأوراق الأخرى المنشورة من قبل المجلة وما إذا كانت الرسوم التوضيحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد أضرت أيضًا بالدقة العلمية.
تأسست مجموعة "Frontiers" عام 2007 على يد علماء الأعصاب كاميلا وهينري ماركرام، وتدير أكثر من 230 منشورًا علميًا. تهدف المجلة إلى ضمان مراجعة نزيهة وشفافة، مستفيدة من أدوات الذكاء الاصطناعي في هذه العملية. كما تم ذكره في بيان صحفي عام 2020، قدمت "Frontiers" مساعد المراجعة الذكي (AIRA) لتعزيز تقييم المخطوطات من خلال تقييم جودة اللغة وسلامة الرسوم والكشف عن السرقة الأدبية المحتملة.
على الرغم من هذا الالتزام، توضح النشر الأخير الفجوات الكبيرة في فعالية أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على منع انتشار المعلومات العلمية غير الدقيقة. بينما تستخدم الوسيلة الإعلامية الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصور والنصوص، تخضع جميع المقالات لمراجعة بشرية قبل النشر، مما يبرز أهمية الرقابة البشرية لضمان نزاهة البحث العلمي.